القرب من الله يسعى المسلم دائماً أن يكون قريبًا من ربّه عزّ وجلّ، فالقرب منه سبحانه يعني للمسلم أمورًا كثيرة في حياته؛ حيث يُوفّقه الله لما فيه صلاح أمره في الدّنيا والآخرة، ويُسدّد على طريق الخير والرّشاد خطاه، وينوّر له بصائره، ويفتح أمامه أبواب الرّزق الحلال الطّيب الذي يغنيه عن الكسب الحرام، كما تعني معيّة الله لعباده وقربه منهم شمولهم برحمته، وحفظه لهم بالّليل والنّهار .
كيف أكون دائماً مع الله حتّى يكون المسلم دائمًا مع ربّه عليه أن يتبع في سبيل ذلك منهجًا واضحًا من أبرز ملامحه :
- أن يكون المسلم واقفاً عند حدود الله تعالى، ملتزمًا بشريعته ومنهجه في الحياة، فالله سبحانه وتعالى قد أنزل على أنبيائه الشّرائع والحدود وعلى المسلم حتّى يكون قريبًا من ربّه،أن يدرك معيّة الله له وحفظه وأن يلتزم بما أنزل الله من حكم وشريعة في حياته.
- أن يحرص المسلم على أداء العبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على النّاس، وأن يحرص على المداومة عليها، فالعبادات ممّا يوثّق صلة العبد مع ربّه فيستشعر معيّته له سبحانه، فالصّلاة على سبيل المثال هي مناجاةٌ لله تعالى ففي الأثر إذا أراد أحدكم أن يكلم الله فليصلّي، وهذا يؤكّد على معنى التّواصل بين العبد وربّه في أداء تلك العبادات وحيث يكون العبد دائمًا مع ربّه لا تنقطع صلته به.
- أن يحرص المسلم على التّواجد في الأماكن التي يُطاع الله فيها و لا يعصى، ومن الأمثلة على تلك الأماكن المساجد التي هي بيوت الله، وحلقات الذّكر، والجمعيّات الخيريّة التي تُقدّم المساعدة إلى الفقراء والمحتاجين، ومجالس النّصيحة، وأن يجتنب تلك الأماكن التي يُعصى الله فيها مثل أماكن الرّقص والعري وشرب الخمور، وإنّ من شأن ذلك أن يجعل المسلم دائمًا مع ربّه سبحانه.
- أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وهذه من أهمّ الفضائل التي شرعها الله سبحانه وكتبها على عباده، فهي التي تضمن أن يسير المجتمع الإسلاميّ وفق منهج الله تعالى قريبًا من الخير والمعروف، بعيدًا عن الشّرّ والمنكر، وإنّ الآمر بالمعروف النّاه عن المنكر ليتلمس قرب الله منه ومعيّته له من أداء هذه العبادة التي تحثّه على مداومة ترديد آيات الله تعالى وأحاديث النّبي الكريم على مسامع النّاس عند نصحهم وإرشادهم .
- أن يداوم على الأذكار ويرددها صباحًا ومساءً، فقد ورد عن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- الأذكار الكثيرة التي من شأنها أن تجعل المسلم في حفظ الله وذمته.